القائمة الرئيسية

الصفحات

sakhr abdulaziz


 نقطة الوصول للخرافة

تسلقت الجفن الشائك واسترقت نظرة من خلاله نحو العالم الذي يختبئ في الأعماق.. أعماقها.
شباك صغير بيضاوي الشكل مرسوم على حوافه ابتسامة باهته ثلاثية الأبعاد.. أطل بي على أفق يمتد نحو شمس تشع ضوءا دون حرارة. 
أناس بأجساد شفافة يرى في صدر أحدهم ذهاب وإياب الأكسجين. فراشة بحجم حمامة. صيحات أطفال يتقاذفون بكرات من نار. 
أمهات قاعدات يحبكن ثيابا للشمس،، شيخا يقف على رؤوسهن يحثهن على بذل المزيد من الجهد، يحثهن بصوت خشن “هيا أسرعن.. حذاري من أن تداهمنا رأس السنة ونحن لم نتم العمل”… يوقفن أحاديثهن الجانبية ويعملن بشكل أسرع. 
حيوانات غريبة على شكل غزلان تمشي تارة وتطير تارة أخرى. 
 فتيات مبللات الأجساد وكأنهن خرجن للتو من الاستحمام يعزفن بشكل جماعي بزي موحد موسيقى هادئة تبعث في القلب الرهبة. 
شلال ماء يتصاعد للأعلى بشكل يدعو للدهشة نحو الفراغ، إذ لا سماء هناك ولا يابسة، الكل معلق ويتحرك بتوازن عجيب في خواء مخطط بخطوط هندسية متقنة. 
فراغ مشحون بالسعادة.. السعادة التي هاجرت هذا الكوكب العجوز جميعها. كل الابتسامات البريئة التي صادفتها هنا لمرة واحدة، أو مرتان ثم اختفت لقصد أو دون قصد على امتداد هذا العمر لمحتها هناك.كل فعل أعجبني، كل النوايا الحسنة، التصرفات الصادقة، الوعود التي جاءت في وقتها، كل شي حسن افتقدناه هنا موجود هناك. 
 

لا أعلم سر الغموض ذاك، غير أني موقن بأن هناك لعبة قذرة تجري بفعل فاعل، تنظيم واضح لعمليات تهريب للأشياء الجميلة من كوكب الأرض. حتى وصلت حياة الإنسان هنا إلى هذه الدرجة من البشاعة. 

 
على كل.. 
لقد أعجبني ذلك العالم الخرافي جدا رغم غرابته. هممت أن أقترب منه أكثر.. مشيت على أطراف قدمي، كدت أصل بؤبؤ العين_بوابة الدخول_ للعالم الخيالي لولا أنها رمشت بجفونها ورمتني خارجا.
عدت لحياتي الأولى، وتموضعت فيها من جديد.



تعليقات