علي عبدالله صالح
كم كان هذا الاسم مقدس لدى جدي، كم كان يحبه جدا بطريقة لا أستطيع تصويرها لكم في هذا النص أبدا.
لو رأيتموه وهو ينصت لنشرة الظهيرة عبر إذاعة تعز FM وكأنه ينصت لتلاة قرآنية !.
كان لا يكاد يسمع كلمة "رئيس الجمهورية" على لسان المذيع حتى يستنير وجهه،ويسر خاطره، ويتعدل مزاجه فجأة .
كنت أقاطعه في كل شي،إلا في الأوقات التي يستمع فيها لكلمة مذاعة للرئيس،كان لا يسمح لي بالكلام إطلاقا حتى يتم صالح كلامه .
كان يحبه لدرجة أنه كان يدعوا له بعد كل صلاة،وبعد كل قراءة قرآن، غالبا ما كان يقول لي "يا بني : هذا إنسان عظييييييم ".
كبرت وأنا أحب صالح من حب جدي له،كنت أرى أن الوطن صالح وصالح هو الوطن.
قال لي احد المتحضرين المنفتحين في السياسة وأنا في الصفوف المتوسطة في المدرسة "أن صالح أنقذنا جميعا من عصور التخلف للحكم الإمامي البغيض، وأن جيل ما قبل 90 بالتحديد يحبون صالح أكثر منا لأنهم عاشوا ذلك العهد وذاقوا مر المعاناة ".
ثم قال لي أحد الإصلاحيين بعد ذلك في المرحلة الثانوية " أن حب أجدادنا لصالح بتلك النمطية خاطئ وغير مبرر أبدا ، لم ينقذنا أحد من براثين الإمامة غير ثورتي سبتمبر وأكتوبر، صالح ورث عن الثورتين اللقب ليس إلا ، فيما منحته العقلية المتخلفة لمن تبقى من الشعب بعد استشهاد كل الثوار المتعلمون المؤمنون بالحرية الثقة ، ليحكم كل هذه الأعوام بألقاب مزيفة " .
ليصبح صالح في نظري من أول خطوة خطوتها لمقر اجتماع الحزب،ومع أول آية حفظتها تحت راية المتحزبين شيطانا بعد أن كان ملاكا .
حاولت بعدها مرارا إقناع جدي بأن صالح لم يفعل شيئا،وأنه لا يستحق كل ذلك التقديس ولم أستطع . غالبا ما كان ينتهي حوارنا بضربتين مبرحتين يطبعهما جدي على ظهري بعصاه !.
دارت الأيام ...
وجاء دور ثورة المبغضون لصالح،تفاعلت معها وشاركت هتافات الثوار في أكثر من مسيرة في تعز .
ثم ذهب صالح ، وتوفى جدي ..
وجاء اليوم الذي أبكي فيه ندما على جدي،وصالح،وعهد ما قبل 2011 .
الآن ...
تعليقات
إرسال تعليق