القائمة الرئيسية

الصفحات

 
صخر عبدالعزيز

 

 العظيمة  فاطمة

جدتي فاطمة في ذمة الله ...
آخر نسل جيل الطيبات ، العفيفة العابدة الزاهدة ودعتنا هذا المساء نحو مثواها الأخير .
وداعا أيتها الأم الأولى ، أنا حزينا منك وعليك يا أماه ، حزينا عليك لأنك ذهبتي بلا عودة ، وحزينا منك لأنك لم تصطحبيني معك في رحلتك الخالدة ،،
كنت أتمنى أن تمدي يدك نحوي كما كنت تفعلين معي في طفولتي أثناء خروجك للرعي ، كنت بحاجة إليك لتنتشليني من هذا الواقع المتسخ ، لم أكن أتخيل أنك ستتركينني وحيدا .

رحمة الله تغشاك أيتها الطاهرة ..
طفلك هذا الذي كنت تفضلينه على أقرانه بالأمس ، يعيش اليوم حالة مأساوية بعد رحيلك يرثى لها ، أنا أتصرف الآن كالمجنون تماما .. 
_ لقد أغمضت عيناها بعد صلاة العشاء هكذا - وأغمض عيناي - ...
_ ثم ماذا ؟
_ ثم لم تفتح عيناها حتى اللحظة.
 

طفل الأمس يذكرني بك ، يقول لي: لعلها تلاعب فتيان الحي "لعبة الغمايه " .. ألا تذكر حين كانت تغمض عيناها ليختبئ الأطفال ثم تفتحهما وتطاردهم؟.


اوااااه يا أمي ..

اللعنة على اليوم التي كبرت فيها وغادرت حضنك ، لقد كانت بداية رحلة التعاسة ، لطالما كنت أكلم نفسي في الطريق في كل مرة أعود فيها القرية أني سأعود نحوك ، سأخبرك بأني تهت يوم أن ودعتك وخرجت نحو هذا العالم ، وعادة ما كنت أنشغل بالدنيا . دعوة منك كانت كفيلة بصد كل هذه الحظوظ السيئة عني ، لولا أني وصلت متأخرا، وصلت وقد غادرت دعواتك وبركاتك، لأظل تائها وضائعا وحزينا إلى مالا نهاية .


اللهم جدتي ضيفتك هذا المساء .. أكرم نزلها ووسع مدخلها وأغسلها بالماء والثلج والبرد ، اللهم باعد بينها وبين خطاياها كما باعدت بين المشرق والمغرب .. آمين .

تعليقات