أنتظرك بلهفة أطفال البابا نويل
الأطفال ينتظرون بابا نويل، وأنا الطفل الوحيد من بينهم الذي ينتظرك أنت.
حين تصلين لا تكترثين لملامحي
دعك من هذه التجاعيد في وجهي، أقسم لك بأنها ملامح شيخ تكسو روح طفولية ما زالت في المهد.
ينتظرك هذا الطفل بكل شغف هذه الليلة لتهبطين.
لقد كتبت لك رسالتي مثلهم وخبأتها في جوارب مثقوبة في إحدى الممرات التي تأخذك نحو هذا الكوخ الذي لا يملك مدخنة. أنا واثق بأنك ذكية وستجدين طريقة للوصول.
لتهبطين كحمامة، كفراشة، بحجم كائن صغير الحجم يمكنه اختراق فتحات شباك النافذة بكل يسر. وإن شئت لتهطلين كزخات مطر خفيفة، تضعين ذاتك في مهب نسمة هواء لطيفة في اتجاه عمودي مع أوسع الشقوق التي ستجدينها في الجهة الشمالية لركن الغرفة في منتصف الجدار بالتحديد. بطريقة أو بأخرى.. المهم أنك تصلين إلي.
دون عربة، دون ايله، دون رداء يقيك من الصقيع، دون هدية حتى. وإن خفت من مخالفة تقاليد البابا نويل فلتأخذين حجم واحد ملجم فقط من الكاكاو.. إثباتا لكرمك وليفرح هذا الطفل بطريقة بريئة ككل الأطفال.
إنها ليلة عيد رأس السنة يا عزيزتي..
متلهف أنا للعثور عليك كطفل أضاع أمه في سوق بعد تفجير انتحاري، يفتش بين أشلاء الضحايا عن ملامح تدله على الحضن الذي كان يحتضنه قبل دقيقتان.
أستجديك كرسول انقطع عنه الوحي لأول مره بعد سنوات الوصل بينه وبين السماء يخاطب الله بلغة الدموع" اللهم وحيا، اللهم وحيا".
كدرويش ينتظر الله في الثلث الأخير من الليل.
كوني على الموعد.. أرجوك لا تخيب ثقة هذا الطفل فيك.
ص.
تعليقات
إرسال تعليق