بابور عكاشة
صباح الخير لبابور عكاشه القديم..
محط نظرتي الأولى كل صباح.
هذا الذي يذكرني بالعظيم جدي في خريف عمره الأخير الذي عشته معه..
أتخيله كلما تأخرت عن الإستيقاظ مبكرا ينتظرني بعكازه الخشبي..
يتهادى بخطوات متثاقله نحوي وجسده يرتعش من كل طرف.
ينظر نحوي بغضب..
يقترب مني أكثر.. يرفع عكازه ليضربني.. فأهرب منه!.
لروحك الخلود يا جدي..
كنت في الصباحات التي تصنعها بيدك أجد مكانا أختبئ فيه من غضبك حتى تهدأ ثم أعود أقاسمك وجبة إفطارك، وكأنك لم تغضب.
كأنك ولم تعنفني قبل قليل!.
ليتك تعلم كيف أصبح الوضع بعد رحيلك؟!
لم يعد هناك مكانا أهرب إليه من شبح بابور عكاشه، سوى هذا السجن.
بناية دونما منافذ ولا طرق للهرب.
أربعة أعوام مرت من العمر يا جد وأنا أفتش عن سبيل للنجاة منها..
للخروج..
للهرب..
دون جدوى.
ليتك تعود..
ويعود غضبك.
عكازك الخشبي.
رعشة أطرافك.
جلوسك في بوابة دارك الذي أضحى مزارا لي أحمل إليه أتعابي كلما أثقلت كاهلي.
لم يعد يؤنسني بعد رحيلك أحد سوى بابور عكاشه.
والله مذري
ردحذف