فن التعايش
شي عظيم أن تكون مرنا في تعاملك مع الناس، أن تكون مقبولا عند الجميع على اختلاف طبائعهم وسلوكياتهم .تغدو هذا الصباح راهبا تطوف الأماكن المقدسة تبحث عن بقايا ألآلهه، تفتش عن المداخل السرية التي تأخذك نحو السماء، تدقق النظر في الكتب السماوية التي تدلك على نهج الأنبياء وسلوكياتهم ،،
تزاحم ورثة الأنبياء، تناقشهم بقضايا كبيرة بحجمهم.
_ نحن كبشر تافهون جدا نسبة للكون عند الله، لماذا إذا يتخذنا الله نقطة ارتكاز مهمة؟
خلق لأجلنا الكون، والجنة، والنار، أرسل لنا الرسل، وانزل في سبيلنا الآيات وأخرج في وجوهنا المعجزات ؟
كان بإمكانه "جل شأنه " أن يرسل رسولا إلى نجوم وكواكب مجرة درب التبانة مثلا .. تسلم الزهره فيجعل من حرارة الشمس القريبة منها بردا وسلاما عليها، بينما يكفر نبتون وبلوتو فيرسل الآيات متوعدا إياهم بنار وقودها الناس والحجارة ؟!
كائن حي بحجم الإنسان لا يستحق كل تلك الآيات السماوية الخارقة.
لا يستحق أن يخلق لأجله جهنم بالصورة المأهولة التي نقلها لنا القرآن، بإمكان اخدود بسيط بنار حطب الدنيا أن يقوم بالمهمة.
فيما مخلوقا بحجم المشتري، المريخ، عطارد، سيكون هناك ما يستحق لأن يوقد لأجل عناده في جهنم ألف عام حتى تحمر، ثم ألف عام حتى تبيض، ثم ألف عام حتى تسود .
..تسأل هذا السؤال، تتحمل ردود الفعل برحابة صدر، تبتسم للجميع ، وترضى بكل الإجابات حتى تلك التي تحمل توبيخا .
كان فقط مجرد سؤال عابر ... وانت أيضا عابرا ستمضي في طريقك بعد قليل نحو أصدقاء السوء الذين يئست من نصحهم وإرشادهم .
لكنهم زملائك، جزء من عمرك التي مر وما زال.
تخرج بعدها من باب الكنيسة..
تضع قبعة الرهبان جانبا، تفتح حقيبتك، تتناول حبة سيجارة، تقدح فيها النار وتستنشقها رويدا رويدا وانت تمضي ..
تحترق رئتيك، تتبخر الحياة التي عشتها قبل دقائق ،تصل وانت مستعدا لخوض مرحلة جديدة ومنهجا آخرا من مناهج التعايش.
تصبح في غضون دقائق صعلوكا وبكل سلاسة .
تقتحم غرفتهم بلا استئذان، تناديهم بأسماء الحيوانات التي يفضلونها، وتشرع تعبث بأمتعتهم تفتش عن الأشياء المحظورة التي يخبئونها في حقائبهم .. تجرب كل شي ، تتذوق كل شي ، تشكرهم على الأشياء التي نالت إعجابك، وتلعنهم على الأشياء التي أضرت بصحتك وأخلاقك ..
تظل معهم حتى يثملون ويخرجون عن الوعي، وتمضي ..
تستغل ما تبقى من الوقت لزيارة أحد رواد العلم، تسأله بعد السلام على عمره الذي أفناه في طلب العلم .. عن حقيقة الأخبار التي يدونها المعلمون في كراسة طلاب ألإبتدائيه التي تتحدث عن أن اديسون أخفق ٧٠٠٠ مره قبل أن يخترع الضوء؟!!
_ أيعقل ذلك ؟
_ ألا يرى أن ذلك نوعا من سياسة التجهيل التي تطبق في أجيالنا المتعاقبة ؟ ليتباهون بالفشل ؟؟
ودون أن تحصل على الإجابة حتى .. يجب أن تمضي نحو الملعب ،،
تفتش في محرك البحث عن آخر نتيجة لآخر مباراة عالميه أقيمت، لتتخذ منها مفتاحا لمحادثتك القادمة مع زملائك في عالم الكره .. تتجاذب معهم أطراف الحديث وعينك على الشمس التي تجر أذيالها نحو الغرب ..
_إلى أين تمر ؟ أين ستأوي ؟ هل تملك أصدقاء بألوان الطيف كأصدقائي ؟ وحياة منهكة كحياتي ؟
_لا أظن .
نعم .. سيمر عليك يومك بصعوبة، تشعر انك مشتتا. لا تقف على أرضية صلده، لا يحكمك رأي واحد، ولا تملك وجهة محدده.
لكنك حتما ستكسب قلوب الجميع، وحب الجميع .
ستكون قبلة يصلي نحوك الراهب والصعلوك والعالم والرياضي والسياسي الغني والفقير .
ستظهر حياتك غريبه نوعا ما.. لكن سيألفك الجميع حال وجودك، وسيموتون فقدا عليك حال غيابك ؟
هذه الحياة التي يقال عنها .. فلانا يعيش لأجل مجتمعه ولا يعيش لأجل نفسه .
إنها التضحية .
من يستطع منكم أن يخوضها؟
تعليقات
إرسال تعليق