القائمة الرئيسية

الصفحات


  موال حزن

_أهي لك فعلا؟

_ نعم.
_إنها جميلة جدا ..

 

هززت راسي بقوة مؤكدا وصفه .. طبعا طبعا.
أحمد يقصد حروفي وأنا أقصد من كنت أتابع شريط ذكرياته.
غاص أحمد يتذوق حروفي .. وغصت اعذب نفسي بالذكرى ، وتعمق كلا منا اكثر في سبيل مبتغاه..

لقد أحببتها فعلا لفرط جمالها ، وأحببتها أكثر يوم  قالت لي بحرقه :
-"يا زارع الريحان حول خيامنا .. لا تزرع الريحان لست مقيما "
و يا ليتني ما زرعت فعلا ولا أحببت
ليت شعري وقد رحلت عن باديتها.. كيف الخيام وسكانها؟
-ترى .. هل ما زالت الرياحين مزهرة؟ وهل هناك من يتعاهدها بالسقي بعدي؟.

سألتها مرة وأنا امتطي صهوة جوادي راحلا نحو وطنا جديد يكتنفني،،
_أريدك أن تبددي شكا يساورني .. أحقيقة انك هربت على رضوان من الجنة ؟
تبسمت وابتعدت ومضيت وما زال الوسواس يقلقني.


ليتها تعود ولو مرة في العمر ..

لقد كانت غيمة هادئة أمطرت على قلبي عاطفة حتى فاض.. ثم مضت.

كانت حبة سيجارة تبغ فاخره أشعلتها وجلست أغازل الشمس واكتب رسالة عتاب لحبيب في ساعة أصيل على أريكة كورنيش يعج بالحياة، استنشقت دخانها الخفيف على شكل دفعات من السعادة ألموقته ونفذت من يدي قبل أن اختم الرسالة وقبل أن تغيب الشمس حتى !.

لقد كانت، لكنها انقضت ومضت قبل أن اعرفها جيدا.
قبل أن احبها.
قبل أن اعرف اسمها الرباعي حتى؟
ومن أي اتجاه تأتي في الصباح؟
ولم تبدو طرية في الصباح الباكر وكانها فاكهة داعبها الندى طوال الليل؟
و أين تأوي إذا ما اقبل عليها المساء؟

أنا نادم جدا لأني لم اطلع على تفاصيل حياتها ولم ادقق النظر في سر اختلافها عن فتيات الحي، لا أظن أنها كانت ستمانع إذا ما زادت أسئلتي الفضولية عليها ؛ إذا ما مددت يدي نحو نحرها افتش عن نهديها اللذان يضمران في الصباح ويكبران في المساء، إذا ما تحسست خديها الورديان وتأكدت من سر توردهما؟


إذا ما شممت العنق فلعلها تخدعني بمساحيق التجميل أو لربما ماء الورد ؟
على كل حال، لقد غابت يوم أن غبت أنا عن نفسي التي غابت عني لأني غبت عنها ،، وبقينا تائهين لا احد يبحث عن احد ..أضعتها ولم اعثر بعدها على شي، سوى الأضداد.

تعليقات