
merry Christmas
كمسلم أنا أحتفل بعيد ميلاد المسيح بصفته عبدالله ورسوله، أيده الله بالمعجزات ليبلغ رسالته، ثم رفعه إليه. لم يقتل ولم يصلب ولم يدعي أنه إله من دون الله.وكإنسان، أيضا أشارك هذا العالم فرحته بهذا اليوم الذي نطوي به عام مضى من العمر، ما دمت جزء منه، وما دام لي نصيب من أحزانه ومصائبه، فليكن لي أيضا نصيبا من أفراحه واحتفالاته.
وكمواطن يمني، يجب أن أقتنص الفرصة التي تذكرني بأن جزء من عمري قد انقضى وأحتفل بها بصخب شديد وفرحة غامرة. كل نقطة تقربني من نقطة النهاية، وكل احتفال يأخذني نحو قصة النهاية لهذه الحياة المأساوية. شي يستحق الاحتفاء به والرقص لأجله كثيرا.
نحن في السويعات الأخيرة لعام سيصبح من الماضي بعد قليل، 364 يوما مرت لم نحصد فيها شيء سوى الخيبات والنكبات، أقصى ما تمنيناه فيها أن نظل على قيد الحياة حتى آخر يوم، وقد جاء اليوم الذي يجب أن نبتهج فيه لسلامة الوصول.
لنرقص هذا المساء. لنغني، نشعل النار، ونتقاذف الورود، وليهنئ بعضنا بعضا ب"الحمد لله على السلامة".
ليس بالضرورة أن ننشئ كل الاحتفالات للأفراح، مثلما أننا نحتفل بانتصاراتنا ونضحك بسعادة، يجب أن نحتفل بإنتكاساتنا ونبكي بحزن أيضا! رغم أن مجرد وصولنا للرقم الأخير من السنة الميلادية هذه يعد انتصارا ويستحق الفرحة بحد ذاته.
إنها آخر ليلة سنضاجع فيها السنة الميلادية التي ستصبح من الماضي بعد قليل، يجب أن نستغل هذه الليلة جيدا، يجب أن نظهر القوة والتجلد في وجه السنة المغادرة، أن نودعها بحرارة، لا مجال للنوم هذه الليلة ولا مبرر للوهن والخمول، (العسل البلدي، المكسرات)أشياء تحل بل تفوق مفعول أقراص الفياجرا لمن يعانون أمراضا مزمنه ويخشون على أنفسهم المضاعفات.
يجب أن تودع هذه السنة بالطريقة التي يستقبل بها العريس عروسته في أول ليلة لهما، لنتظاهر بأننا ما زلنا أقوياء وقادرون على خوض20 سنة أخرى بنفس الشراسة والخبث التي تحملها السنة التي ستمضي.
يقولون أن الضحك يفقد المنتصر لذة الانتصار، ولذا وجب علينا هذه الليلة أن نضحك كالسكارى، أن نمزق جسد هذه السنة العنيدة قضمات وقبلات.
يجب أن نبادلها على كل طعنة قبلة، وكل خيبة قضمة، ردود فعل مضادة في كل شي دون أن نترك لها فرصة للسؤال؟
حتى فترة الاستراحة ما بين عملية جنسية وأخرى يجب ألا تمر دون عمل شي، لتعد فيه كوب بن دافئ، أو لتقرأ عليها بعضا من الأبيات الغزلية.
المهم أن لا تفيق من لحظات المتعة إلا وقد أقبلت السنة الجديدة، حتى تغادر دون أن تجد فرصة للاعتذار، أخشى أننا نسامحها بعد كل ذلك الظلم.
ليلة مباركة يا قوم.
وعيد ميلاد سعيد، وكل سنه وانتم بخير وصحة وعافية.
تعليقات
إرسال تعليق