القائمة الرئيسية

الصفحات

 

صخر عبدالعزيز


 حياتنا مثل رقعة شطرنج

أخيرا بت أؤمن أن الحياة تسير على نمط لعبة الشطرنج تماما، لكي تنجح فيها يجب أن تكون ذكيا ومحتالا وبياعا للرفاق والصحبة حين يحاصرك الموت لتنجو بنفسك.
هذه اللعبة شيطانيه وعظيمة في نفس الوقت لا أدري من اكتشفها؟ ،

بيد أعتقد أنها أنزلت من السماء كصورة مصغرة للحياة الدنيا التي نعيشها، ليتعلم منها البسطاء مبدأ ثابتا في طريقة العيش الدنيوي مفاده " أن أولئك العظماء الواقفون على القمم لم يسقطوا من السماء وإنما سعوا نحوها سعيا على الأقدام، لكن بنمط يختلف عن سعينا "!.


إنها لعبة الملوك

لا يصل لمستواها ويتقنها إلا من بنفسه نزعة من السيادة والملك،
ويضل من يجهلها عبدا كلا على مولاه أينما يوجهه لا يأتي بخير، لأنه لم يعرف سر الوصول للمناصب الريادية والأماكن الراقية بعد.
هي إذا دعاية إعلامية مني لتعلم هذه اللعبة الماكرة. يجب أن تتعلمها وتخوض معاركها. يجب أن تقاتل عدوك بشراسة واحترافية. لتتعلم كيف تواجه أعدائك في الحياة أيضا،
اللعبة ترغمك على أن تقدم البسطاء من رفاقك وجنودك في مقدمة المعركة في وجه العدو تمامًا، بينما تظل محتفظا برفاقك الأقوياء القريبين منك كالوزير والضباط حتى احتدام المعركة،
تبدأ المناوشات والملك في شرفة القصر يداعب جارية حسناء ويشرب النبيذ ويشرف على المعركة في آن واحد والجنود يضعون أيديهم على الزناد.
وتأتي الأوامر من الملك أن يتقدم جندي خطوتان وزميله يتقدم خلفه خطوة واحدة، يتقدم الجنود بنية الدفاع عن التراب حتى لا يحتل الوطن، ولا ينقطع عن الملك تنعمه بجواريه ونبيذه، فيما غرض الملك من الأمر أن يظهر الجندي الأول في وجه وزير أعداء المهاجمين الذي خرج في الصباح يشرف على سير المعركة بنفسه ليشتاط غضبا ويقتله، فيقتله رفيق الجندي الآخر الذي يحميه من الخلف ببعد خطوه.
لكن الوزير المهاجم أكثر ذكاء من الملك، يفهم أن هناك كمينا فيدير ظهره للأمر ويقترب من المعركة أكثر من أضعف نقطة حماية لقصر الملك. والملك ما زال ثاملا على صدور الجواري يخطط لخدعة أخرى تطيح برجلا آخر من رجال دولته في سبيل النجاة بنفسه.
وغالبا ما يبدأ الملوك بإخراج وزراء الدولة في بداية المعركة الذي إما أنه يقتل عليه وتتناثر دولته على رأسه فلا يموت حتى يشهد موت جنوده جميعا، أو أن يكسب الوزير المعركة لصالحه وينجو بفضله الملك والشعب.
يتصرف الملك في أغلب الأحيان بهمجية تماما كما تتصرف الدنيا تجاهك، قد تجبرك على أن تتجاوز بعضا من أصدقائك ورفاق دربك مقابل أن تظل على قيد الحياة. كثيرًا ما تساومك بين أعز أصدقائك وبين حلمك، فلا تكن جبانا.
الجبن ليس وسيلة للنجاة ومعانقة الأحلام، هناك خططا أخرى يتقنها الرجال الأذكياء أصحاب المبادئ الثابتة، هؤلاء هم الملوك فعلا الذين يكسبون المعركة وينجون بأنفسهم ورفاقهم.
بإمكانك إن كنت ملكا حقيقيا أن تستدرج العدو قليلا نحو إحدى القلاع حتى إذا ما تعلق بأسوارها باشرته بقناصة ضابط متخفيا في أسوار القلعة وأرديته قتيلا!
كن ملكا حقيقيا، كن مسؤولا عن كرامة وحياة الآخرين، لا تتسلق نحو مستقبلك على ظهور البسطاء،
كن شجاعا. إ
ن رأيت أن المعركة لصالحك، وإلا فانسحب وغير اتجاهك نحو معركة أخرى تكسبها بذكائك وليس بخداعك وجبنك.
فلا قيمة للملك الذي لم يأتي بشجاعتك.
ولا قيمة للنجاح الذي لم يا تي بجهدك وذكائك.

تعليقات