كيف تعانق الله؟
يبدو إيماني الليلة أكثر وفرة، لذا سأكتب أول موعظة جهريه أشرح لكم بها كيف تقابلون الله بذاته ومهابته في وضح النهار دونما حجاب ؟كيف تسألون الله دونما حرج ؟كيف تحب الله لدرجة أنك تضحك في وجوده دونما حرج؟كيف تثق بالله حق الثقة ؟!.
أما عن الحب
فإنك إذا ما تعلقت بأحدهم، أزلت الرسميات فيما بينكما، وجعلت الطريق بين قلبيكما ممهده بلا معوقات، فلربما داهم غرفة نومك وانت في عز النوم دونما استئذان وأخذ بعد أن طبع على جبينك قبلة يفتش أغراضك ويعبث بأسرارك دونما حرج.. ثم يمضي ليكمل سباته !!وفي الصباح لا تراك تزيده على كلمة عتاب، هذا إذا كنت قاسيا، يسمعها بلهو وهو يطلب منك أن تعوضه قبلة البارحة التي أفزعتك من نومك أولا !! ويظل الود . . . . .هذه علاقتنا مع بعضنا.
لنفرض لو أن الله جل وتقدس،، هو من جاءك في المساء يعبث بأغراضك ؟
كيف سيكون ردك ؟
طبعا لو أجاب أحد متديني العصر سيقول لي بعد آيه قرانية وحديث شريف: أن رده سيكون خجلا جدا وأنه سيصحى الصباح يأخذ جميع أسراره ويذهب ينثرها أمام الله كاملة ويسجد اعتذرا وينتحب حتى يأذن الله له بالإنصراف!.
هل هذا حب ؟
_كلا !هذا ليس حبا ، وإنما خوفا وهلع.وهناك فرق شاسعا ببن الحب والخوف.
دينيا الله تبارك وتقدس لا يريدك أن تخافه، أن تنفر منه كما يملي عليك المتدينون.
وفي المنطق أنه كلما ازداد خوفك من الشي ازداد كرهك له.. هذه حقيقة لا ينكرها إلا جاهل.
الله يريدك أن تحبه، أن تتعلق به، أن تهيم به، أن تتودد إليه، تمزح معه، أن تكاشفه بأسرارك."والذين آمنوا أشد حبا لله". أن تتقرب إليه.." وإذا تقرب مني شبرا تقربت إليه باعا "، أن تعاتبه، أن تكون صريحا معه.
أذكر عندما كنت إصلاحيا..قال لنا أحدهم في مجمل كلامه قصة مشهورة لم أعد أذكر تفاصيلها الكاملة الآن..مفادها أنه حين أومأ الرسول لإصحابه انه سيدخل عليكم رجلا الآن من أهل الجنة.. ودخل عليهم صحابي تفاجأ الجميع منه، لدرجة أن تبعه أحد الفضوليين ونام معه في تلك الليلة في بيته ليكتشف السر ولم يجد ذلك الصحابي إلا نائما على بطنه ينخر حتى الصباح !.وفي الصباح سأل الفضولي بطل القصة.. كيف نلت الجنة وأنت لم تصل لله ركعة طول الليل؟ فأجاب عليه بأنه لا يحمل في قلبه حقداً على أحد.ولا أظنه إلا ضحك عليه بالإجابة ليصرفه عن السر حتى لا يزاحمه على جنته.تعجب الصحابي وتعجب الصحابة كلهم وتعجب الراوي الذي نقل القصة، وتعجب حتى الإصلاحي الذي قال لنا القصة.إلا أنا ..لماذا؟
_القضية لا تكمن في أنه لا يحمل حقدا على أحد وكفى.وإنما لأنه أحب الله حتى أطمئن قلبه وعندما أطمئن قلبه نام بجوار حبيبه دونما خوف على مستقبله وآخرته.إذا ما أحببت الله بصدق وشعرت أن الله يبادلك نفس الشعور زادت ثقتك به وقل منك التكلف وكثرة السؤال.
أذكر أيضا وأنا في بداية سن المراهقة، أني كنت أحب الله بخوف كما علمني الإصلاحيين في ذلك الوقت، وتعودت من الله أنه كان يعاقبني عقابا قاسيا كلما كررت سيئة كنت أقترفها أحيانا في المساء، كنت استيقظ مذعورا وأنا أنتظر ردة الفعل من الله التي تأتي على شكل ضربا مبرحا من احدهم، أو حادث في طريق جبليه وعره، أو أن أفتقد شي من أغراضي ، أو على شكل إخفاق في دراستي ... الخ
وبدأت أتعود بالتدريج على أن الله قاس الطبع وشديد العقاب فعلا ... مع أن الله كان يحبني جدا ، لكنه لم يجد الفرصة ليقول لي أنه يحبني فعلا.
.. كبرت قليلا وأحببت الله كما يجب .. وصادف أن فعلت الخطيئة نفسها ذات مساء ونمت بعدها حتى شروق الشمس بلا صلاه،، لكني استيقظت الصباح ولأول مره بلا خوف من العقاب.. اغتسلت وخرجت نحو الله والقلب يهفو إليه بصدق يرفرف كطائر بترت إحدى جناحيه،، توجهت اليه وسجدت مباشره، وقلت له بدلا عن سبحان ربي العظيم وبحمده كلاما مقطعا وعبرات الحب تخنقني " يا رب إني أحبك وأكره أن تعاقبني على يد أحد من خلقك" ،، واعتمدت سجدتي تلك ركعه ثم أكملت الركعة الثانية من صلاة الفجر صامتا ثم سلمت. ومضيت أكمل صباحي مع فيروز ،، ومر ذلك اليوم بسلام !!ومنذ تلك اللحظة ازددت ثقة بأن الله يحبني أكثر مما أحبه!.
فهلا أحببتم الله أكثر مما تخافونه؟
العلامه حقنا
ردحذف