اليمن.. حكاية تيه لا تنتهي
يغط
في نوم عميق، سبات متواصل، كاد يحصل في يومه على ربع ساعه يسد فيها رمقه
ببعض لقيمات ثم يكتب حالته على الواتس ببضع كلمات يقول فيها " أنه ينتظر
المستقبل الذي سيأتي وسيكون واعدا لا محالة ".
يكتب ثم يقفل عائدا نحو سريره ليكمل ما تبقى من يومه...
في المبنى المقابل فتاة عشرينية تخرج هاتفها من النافذة، تحركه يمينا شمالا بحثا عن شبكة الواي فاي، تصلها إحداثيات الحالات الجديدة، تكتفي بقراءة النص الذهبي لفارس أحلامها الذي طال انتظاره منذ سنين، تصمت وهي تفسر الحروف حسب مزاجها وتقول لنفسها مواسية.
_ لا بأس عليه. مادام انه واثقا بأن مستقبلنا سيأتي، وسيكون واعدا أيضا.
ثم تمضي بخطوات متثاقلة نحو غرفة المكياج تحاول جاهدة إخفاء ملامح الهرم وتجاعيد الشيخوخة التي غزتها قبل أن يحل المستقبل المنتظر!
وفي الأسفل تحت نافذتها مباشرة على الرصيف شيخا كليلا تجاوز الثمانين من عمره، يقف على الرصيف يعترض المارة بعكازه يسألهم بشوق وأسى.
_من يدلني على المستقبل يا قوم وله الجنه؟
_منذ ثمانين عاما وأنا أمني النفس بأنه سيأتي غدا، دون فائدة؟
يا قوم.
لقد فني عمري، وكل بصري، وأبيض شعري، واحدودب ظهري، وضعفت قوتي، ووهن جسمي، وقلت حيلتي، دون أن يأتي مستقبلي الذي رسمته حلما وتعلقت بمجيئه منذ نعومة أظافري؟...
يتعب، ويسترخي بجسده المنهك مستندا على بابا خشبيا لحانوتا قديما، ثم يسرح يتمتم بكلمات خفيه....
أعلم أني أصبحت عجوزا يوشك أن يرحل اليوم قبل غد.وأنه لم يعد بي حاجة للمستقبل، لكن وإن لم يكن لي منه فائدة، أنا أريده فحسب. وما أزال أحلم به ضيفا أنظر في وجهه ولو لساعات قبل موتي، على الأقل أتأمله هل جاء فعلا كما رسمته في الشعر، مثلما تغزلت به؟
ولا أحد يجيبه.
حتى يكل من السؤال ويهمس لنفسه مسليا..
_سأجد من يدلني عليه غدا.
لتبقى "غدا" رأس الحربة في قضيته الشائكة! .
كثيرا ما يركل هذا العالم الحقيقة برجليه، ويواصل الركض نحو الوهم دون فائدة.
والحقيقة هناك تنص على أن المستقبل اسما لشي غير موجود ولن يأتي ويستحيل أن نعيشه يوما ما.
" ولا تقولن لشيئا إني فاعلًا ذلك غدا "
"وأعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، رفعت الأقلام وجفت الصحف".
يكتب ثم يقفل عائدا نحو سريره ليكمل ما تبقى من يومه...
في المبنى المقابل فتاة عشرينية تخرج هاتفها من النافذة، تحركه يمينا شمالا بحثا عن شبكة الواي فاي، تصلها إحداثيات الحالات الجديدة، تكتفي بقراءة النص الذهبي لفارس أحلامها الذي طال انتظاره منذ سنين، تصمت وهي تفسر الحروف حسب مزاجها وتقول لنفسها مواسية.
_ لا بأس عليه. مادام انه واثقا بأن مستقبلنا سيأتي، وسيكون واعدا أيضا.
ثم تمضي بخطوات متثاقلة نحو غرفة المكياج تحاول جاهدة إخفاء ملامح الهرم وتجاعيد الشيخوخة التي غزتها قبل أن يحل المستقبل المنتظر!
وفي الأسفل تحت نافذتها مباشرة على الرصيف شيخا كليلا تجاوز الثمانين من عمره، يقف على الرصيف يعترض المارة بعكازه يسألهم بشوق وأسى.
_من يدلني على المستقبل يا قوم وله الجنه؟
_منذ ثمانين عاما وأنا أمني النفس بأنه سيأتي غدا، دون فائدة؟
يا قوم.
لقد فني عمري، وكل بصري، وأبيض شعري، واحدودب ظهري، وضعفت قوتي، ووهن جسمي، وقلت حيلتي، دون أن يأتي مستقبلي الذي رسمته حلما وتعلقت بمجيئه منذ نعومة أظافري؟...
يتعب، ويسترخي بجسده المنهك مستندا على بابا خشبيا لحانوتا قديما، ثم يسرح يتمتم بكلمات خفيه....
أعلم أني أصبحت عجوزا يوشك أن يرحل اليوم قبل غد.وأنه لم يعد بي حاجة للمستقبل، لكن وإن لم يكن لي منه فائدة، أنا أريده فحسب. وما أزال أحلم به ضيفا أنظر في وجهه ولو لساعات قبل موتي، على الأقل أتأمله هل جاء فعلا كما رسمته في الشعر، مثلما تغزلت به؟
ولا أحد يجيبه.
حتى يكل من السؤال ويهمس لنفسه مسليا..
_سأجد من يدلني عليه غدا.
لتبقى "غدا" رأس الحربة في قضيته الشائكة! .
كثيرا ما يركل هذا العالم الحقيقة برجليه، ويواصل الركض نحو الوهم دون فائدة.
والحقيقة هناك تنص على أن المستقبل اسما لشي غير موجود ولن يأتي ويستحيل أن نعيشه يوما ما.
" ولا تقولن لشيئا إني فاعلًا ذلك غدا "
"وأعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، رفعت الأقلام وجفت الصحف".
تعليقات
إرسال تعليق