ترقص حافية القدمين
لم يعد صوت الساحرة فيروز يجدي نفعا في فك طلاسم وجهك العابس في الدقائق الأولى لإستيقاظك من النوم، ولا كوب البن حتى.
أن يصحوا المرء من نومه مقطب الجبين عابس الوجه دون سبب يذكر فذلك يعني انه وصل إلى مرحلة متقدمة جدا في الاعتلال النفسي، مثل هكذا مرحلة تحتاج إلى بروتوكول علاج قوي يزيح عن صدرة ذلك العبء الثقيل.
لا شي يعدل مزاجك في مثل هكذا صباح سوى رقص غانية تفوح منها رائحة الفل والحناء. وحده الحب فقط من يشفيك من حالتك المأساوية تلك، -حب فتاة تجيد الرقص- على وجه التحديد.
علماء الفلك، خبراء الأرصاد، الساسة، حكام البلد، الاقتصاديون، الكهنة، العرافون.... الجميع.
كلهم يقولون أن المستقبل لا يبشر بخير، لم يعد هناك مجال للتفاؤل أبدا، لا مناص من النهاية المأساوية للكون بحكم أننا آخر الأمم بنا سينتهي هذا العالم وعلينا ستحل الفتن والكوارث التي كتبها الله أنها ستكون في مثل هذا التوقيت الذي نبحث فيه عن موطئ قدم لأحلامنا دون جدوى.
هذا يعني أننا سنعيش أهوال القيامة. سنموت ونحيا لمرات عديدة قبل أن نموت، سيقلق أحدنا حتى يسمع لدماغه غليان.
لذا كان لزاما على هذا الأمة أن تعتنق الحب وتؤمن به كي تمنح الأرواح مساحة حياة. هذا الموت المحدق بنا من جميع الجهات لا شي يدفعه سوى الحب.
متى يعي الناس أن كل هذه الغوغائية وكل هذا الضجيج الذي يحدثونه بحثا عن المستقبل لا يقودهم إلى طريق ولا يقدم لهم أي حل؟
ماذا لو صمت هذا العالم لنصف ساعة؟ وجلس كل فرد منا يختار شريكة حياته التي تنقذه من الجحيم الذي ينتظره؟ كنا نمتلك وسائل القوة حينها لولا أننا لا نفكر.
صدقوني لاشي ينتشلك من ركام الكوارث المتتالية هذه سوى فتاة تجيد الرقص، تتقن العزف، وتتفنن في نسج قوافي الغزل.
تعليقات
إرسال تعليق