في رجاء اليأس
في هذا التوقيت أتمنى أن لو يلقى بي على شط بحر في جزيرة نائية مع كوب بن وباكت رثمان وسماعة mp3 تصدح بأغنية العندليب الأسمر "شوف بقينا فين يا قلبي".
أصل هناك وأرمي بحمولتي من هم الوضع المعقد، ومشاكل العمل جانبا، أنفث الصدأ الذي أحدثته هذه البلاد في أعماقي مع أول نفس لأول سيجارة أقدح فيها النار.
لعلني أصادف روحي الأولى التي كانت ولم تعد. لعلني أجدني بعد أن أخرج من تحت الركام.
ليته يحصل..
سأصافحني بقوة وسأبتسم في وجهي طويلا وأقول لا غيب الله عن ناظري هذه البراءة.
ثم أمشي قليلا حافي القدمين على الرمل الناعم والامواج تتدافع فوق بعضها تستقبلني
_ أي ملك هذا الذي هبط؟
قليلا وأصادف فتاة شقراء لا أعرفها من قبل تحتضنني بقوة ثم تدعوني للجلوس معا أمام كأسين من النسكافيه كانت قد أعدتهما مسبقا وتقول لي دون أن تسألني حتى عن إسمي أنها تشعر بالبرد !.
أتحسس جسمي لعلني أمتلك معطفا ولا أجد سوى معوزي.. أتردد بخلعه إذ أن ملابسي الداخلية مهترئة وممزقة.. وإذا بها تمد يدها نحو المعوز وهي ترتجف قائلة إعطني إياه فقد آلمني الصقيع..
أنزعه والحياء يأكلني.. ألف جسمها به.. أحتسي شي من النسكافيه.. أقدح النار في السيجارة الثانية.. أستنشق الدخان نحو أعماقي ثم أقول لها وأنا أحاول إخفاء ملامح أقدامي الهزيلتان بعد أن نزعت عنهما المعوز تحت الطاولة..
_من تكونين؟
تقترب مني حتى تضع رأسها على كتفي وتبدأ تشرح لي قصة حياتها منذ نعومة أظفارها حتى اللحظة تلك التي نحتسي فيها الشراب معا..
تتكلم بسرعه، تحاول إيجاز كل شي عنها في وقت قياسي، لم تترك شيئا يخصها لم تكلمني عنه حتى نوع الكريمات التي تستخدمها لتلطيف بشرتها، والموعد الذي تجئ فيه دورتها الشهرية من كل شهر، وكيف أنها تحب البوح للغرباء أمثالي بأسرار حياتها.
قالت كل شي، ثم أن آخر كلمة قالتها صادفت آخر رشفة لها من الفنجان.. بعدها قامت وغادرت المكان دون أن تودعني.
دون أن ترد إلي معوزي حتى.
وبقيت أنا أنتظر آخر دقيقة من الوقت الممنوح لي في الفسحة المؤقتة تلك لأعود إلى هذا الوطن"السجن الفسيح".
#مجرد_أمنيه .

تعليقات
إرسال تعليق