متنفس الشياطين
تعيش نهارا روحانيا بروح ملائكيه تلهج بالذكر وتتبع السيئة بالحسنة تمحها، حتى إذا ما حل المساء خلعت عنك ثوب الزهد وذهبت تلهو في محراب الشيطان بكل وقاحة وكأن ذلك الراهب الذي كان فيك قبل أن تغرب الشمس لم يكن؟!
لا شي أقبح من الليل
إنه متنفس الشياطين وبهجتهم ، فالجن تنام نهاراً وتصحو ليلا تشحن قلوبنا بالرذيلة.
ومن تأنس بالظلام وأدمن عليه أمسى شيطان رغما عنه.
لكم أن تتأكدوا من ملامح وجوههم الذابلة وأجفانهم المتورمة، تثاقلهم حين يمشون، وبشاعة أفواههم حين يتثآبون، وغرابة أفعالهم حين يصحون في المساء ليبدأون يوما جديدا والناس تطفئ الشموع وتخلد للنوم.
ولأن الله يبغض المساء ..
فقد جعل الجنة دون مساء !
دون مساء هذا يعني أنها بلا شياطين أيضا.
دونما شياطين وهذا يعني أيضا أن أفعال ساكنيها ملائكيه بحته.
ولذا فمن البديهي جدا أن تكون أعمالنا في الجنه خالية من الملوثات الشيطانية.. لماذا ؟
_ لأن الجنة لا يحل عليها ظلام. ثانيا لأن الله وفر فيها أقصى وسائل المتعة.. وأكبرهن أن يكون لك عدداً هائلاً من الجميلات تتناوب عليهن كيفما تشاء ولجارك كذلك وجاره كذلك وكلهن يملكن الجمال نفسه والصورة نفسها،، فلا مجال لك في أن تفكر بحورية أخرى لمحت ساقيها على غفلة منها وهي تستقي لحبيبها عسلا من النهر وقت أن داعب النسيم أقدامها.
نعود لموضوعنا..
*الليل*
هذا الكائن الخبيث
حتى الأدب الرباني يأمرنا بصريح العبارة في أن نحارب الليل والسكون .. تأملوا معي الأدب الرباني..
"قم الليل إلا قليلا "
"كانوا قليلا من الليل لا يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون"
" ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم "
صدق الله العظيم .
ثم أما بعد ...
حين تتشابك عليك الأمور ، وتضطرب في داخلك القضايا ، وتصبح نفسيتك محطمة ، ودماغك في إجازة مفتوحة ونوما متواصل ،، ثق بأنه لن يعجبك بعدها شي ، ولن تشتاق لشي ، ولن يثير اهتمامك شي ، وأنك فقط تنتظر صافرة الأقدار لتكتمل فيك ألامبالاة وتصبح مجنونا بشكل رسمي !
عن نفسي*
لا الليل يسؤوني ، ولا النهار يفرحني ، ولا تعاقب الأيام تعنيني.
الحكاية فقط، أني إمري كان فيه وهج شاعرا لم يدع شيئا للإيجابية إلا ونظم فيها شعرا. وقد إنطفى مني هذا الوهج أخيرا.
وأنطفت معه كل الإيجابيات ، وشاخت الحياة في وجهي ، ولم يعد هناك شيئا يعجبني ..
وعظم الله أجر كل شاعرا تحطمت نفسيته ، وأضحى يكره الظلام مثلي.
عزائي لمن أزكمته سلبيات الناس المحيطين به ، وساءته قبح المنطقة التي يعيش فيها ، وغلبته سوء الأوضاع التي يمر بها وزادته إحباطا.
تعليقات
إرسال تعليق