بلاد الله
الله بعظمته وكبريائه يتجلى في كل ليله في سماء الأرياف، تشرئب نحوه أعناق الفلاحين كل يوم مرة أو مرتان قبل النوم، وينزل نحو من تبقى ساهرا منهم في الثلث الأخير..._ " هل من سائلا فأجيبه؟ ".
مهبط الوحي السماوي، ومصنع الأنبياء والرسل منذ الأزل، والقروية سلوكا نبيلا وعادة حسنة لأنها تجعلك أشد قربا من الله.
كل أولئك الشياطين الذين يعشعشون في غياهب المدينة وأزقتها لا يجدون مكانا في الريف ولا يستطيعون الاقتراب حتى، فالقرية والسماء لهما عامل مشترك واحد وهو "فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا "!.
أنت شيطان ما دمت ماكثا في المدينة، ولذا فمن الضروري أن تمر بممحصات وعقوبات إلهية تمهيدا لذاتك التي ستتحول من ذات شيطانية إلى ذات نبي كلما اقتربت من الريف عائدا.
هذا ما يحدث لي حقيقة كلما عزمت على الرحيل ودخلت الحدود الريفية. إما أن تتعطل دراجتي النارية، أو أن اصطدم بكلب في الطريق، أو ارتطم على الأرض صريعا حتى افقد جزء من ساقي، أو أن افقد شيئا ثمينا …
تحدث لي واحدة من تلك المصائب وأنا انتظر نهاية الأمر بكل رضى طالما أني سأتحول إلى نبي وطالما أني سأرى الله جهرة هذا المساء فلا بأس.
القاطنون في المدينة يقراؤون دائما عن الجنة، عن نعيمها ونسائها وسرور أهلها وعن النظر لوجه الله لكنهم لا يعيشون ذلك واقعا ولن يعيشوه إلا مرة واحدة إذا قدر لهم أن يدخلون الجنه.
بينما نحن القرويون نعيش تلك القصص التي يسردها القرآن مرارًا وتكرارًا.
نحتك بهم في المدن أياما حتى إذا ما أسودت أنفسنا ووصلت إلى حد العتمة، حزمنا أمتعتنا وعدنا نحو جنة الله في أرضه نغسل أنفسنا من وحل المدينة.
نتفيأ من ظلالها ونشبع غرائزنا من حورياتها ونزداد بمكوثنا فيها إيمانا ونقترب من الله أميالا حتى يوشك أحدنا أن يطأ بقدميه سدرة المنتهى.
تعليقات
إرسال تعليق