يظل الفرد ضعيف نفسيا يحتاج لسلطة عليا فوقه ترشده وتحن عليه مهما بلغ من القوة الجسمانية والنضج الفكري من طفولته حتى سن الثلاثين .
مما يعزز الدور الهام للأب والأم في القيام بواجب مسؤولية الأبوة الحقيقة تجاه الأبناء حتى يتعدون السن الذي يتحررون فيه من الفوبيا التي تسكن أذهانهم تجاه الحياة.
ليس شرط أن تدير هذه السلطة حياة الابن باستخدام الجانب المادي فقط _رغم أهمية هذا الجانب_ حتى لا يصبح هذا الأمر عذرا للفقراء من الآباء في تساهلهم تجاه أبنائهم.
الجانب المعنوي أيضا له دورا مهما في رعاية الأبناء.
قراءة أطباء النفس
كبار معالجو الحالات النفسية يقولون " أن ابنك هذا طفلا ما لم يتجاوز الثلاثين، يجب أن يظل مستظلا بشجرة العائلة، ولو ظهر أنه يستطيع إعالة نفسة في وقتا مبكر، حتى يظل مستقرا نفسيا " .
فأكثر من يتعرضون للأمراض النفسية هم الأشخاص الذين يفتقدون الحنان في وقتا مبكر في حياتهم، وخصوصا مواليد القرى.
وبما أنه لكل قاعدة شواذ، فإنه ليس شرطا أن كل من يولد في القرية يصبح مجنونا في المستقبل، فهناك أفرادا ولدوا وترعرعوا في القرى وماتوا وهم في كامل قواهم الحسية والجسدية.
الأمر ينطبق على العباقرة فقط الذين يمتلكون أفكارا حساسة تتأثر بالمحيط المعقد سريعا وتتلف.
لماذا القرية بالتحديد؟
عندما أذكر القرى فأنا أقصد القرى اليمنية، هنا بالتحديد بيئة غير مناسبة للأفراد الذين يجيئون بعقول بارعة وأحاسيس مرهفة .
الناس هنا بدائيون في طريقة العيش، لا يؤمنون بحياة الرفاهية ولا يتطلعون لها حتى.
تلد الأم طفلها في المساء وتصطحب أبقارها وأغنامها وزوجها في الصباح للأودية ترعي مواشيها حتى الظهيرة ...
تعود وقد شارف رضيعها على الهلاك جوعا، ترضعه وترمي به في هودجه كالدمية وتذهب تكمل أعمال البيت التي تنتهي مع مغيب الشمس.
وما أن يخطو الطفل على قدمية حتى تسلمه قطيعا من الأغنام يسمى باسمه يتناوب على رعية والاهتمام به صباح مساء ..
الرعيان فقط، الذين كتبت مهنتهم في اللوح المحفوظ " رعيانا " ينسجمون مع الأمر الواقع ويصبحون رعيان محترفين في المستقبل.
أما من صيغت أفكارهم بشكل الخرافة فإنهم غالبا ما ينصدمون بالواقع،،
الواقع الذي لا يناسب تطلعاتهم ولا يلبي احتياجاتهم. هؤلاء غالبا إن لم يصبحون شعراء وفلاسفة فإنهم بكل سهولة يدخلون بمعترك نفسي يفضي بهم إلى أمراض نفسية تقودهم للجنون.
أعود لأصل الموضوع لأحمل الآباء مسؤولية العواقب التي تحل بهؤلاء، الآباء المتخاذلون، المتنصلون من المسؤولية. على هذا كان يجب على قضاء البلد أن يزج بولي أمر كل شاب دخل بمرض نفسي في السجن، وأن يقدمه للمحاكمة بتهمة قتل ولده نفسيا .
انتهى.
تعليقات
إرسال تعليق