من أين يأتي الحزن؟
هناك خلل غامض في جسم الإنسان، شي ما زال ناقصا، عمل لم يكتمل، هفوة إلهية في صياغة الهيكل الجسماني والفكري لهذا الكائن.الله لا يخطئ... نعم.أنا مؤقن بذلك.
في الوقت نفسه لدي يقين لا يساوره أدنى شك بأن هذا الكائن لم يكتمل بعد.
لا أقصد الكمال المطلق الذي تتصورنه أنتم الآن، إنما فقط أدنى مراتب كمال التركيب العضوي والفيسيولوجي لذاته كمخلوق.
وإلا من أين يأتي كل هذا الحزن وقد أغلقت على نفسك كل المنافذ التي تأتي منها رياح الشؤم؟، وقد حشيت أذنك قطنا يعزلك عن ثرثرة المهرجين؟، وقد انطويت؟، وقد قطعت أواصر العلاقة مع المجتمع الملوث حولك؟، وقد تخليت عن كل شي؟، من أين؟.
لا يوجد تفسير منطقي لهذا سوى أن ذلك يحدث نتيجة وجود ثغرة ما في نقطة مجهولة على بنية هذا الكائن. نقطة ضعف يجب أن يبحث عنها الجميع.
ومن يدري؟ لعله خلل فني في تركيب مسامات الجلد، بحيث تسمح بنفاذ الأشياء التي تعيق الإنسان عن مواصلة حياته بشكل طبيعي.
خلق الإنسان من طين
نقطة البداية نفسها لهذا الكائن هشه.
لا أدري ما الحكمة التي أرادها الله حين خلقنا على تلك الشاكلة؟
ماذا لو كان خلق الإنسان من مادة البارود؟
من نار مثلا؟، من شظايا حمم بركانية؟
ماذا لو كان مستوحى من صورة إعصار؟، من هدير تسونامي؟، من صوت رعد؟، من وميض برق؟، من شي مأهول كهذا..
هل كان سيصاب بالحزن؟ بالقلق؟ بالألم؟ الأرق؟
هل كانت ستجد كائنات ضئيله لا ترى بالعين المجردة مثل البكتيريا طريقها في التسلل نحو أعماق جسمه وتصيبه بالأمراض؟
بصيغة أخرى*...
•خرافة "الكائنات الشيطانية" التي لا نعرف عنها شي سوى أنها مفضلة علينا لأن الله خلقها من نار.هل تنتابها المشاعر المأساوية التي تنتابنا؟، هل تمرض، تقلق، وتحزن؟، وتموت أيضا مثلنا؟
لا أحد يعلم، بيد أن شي بمخيلتي يقول لي أنها تستمد قوتها من نقطة البداية لها، من قوة النار التي شكل الله بها البذرة الأولى لأجسادهم الخرافية.
تعليقات
إرسال تعليق