عزيزي الإنسان:
هذا الضياء لم ينبلج لأجلك
ولا لسواد عينيك تلاشى ظلام الليل
الطائر لا يغني لك، والنسيم لم يقصدك بمجيئه
وهذا الصباح لم يصنع خصيصا لك.
هاك شي من الكآبة..
كي تقرأ الأشياء على حقيقتها، كي لا يدعوك غرورك لتفسير كل شي لك، وبك، ومن أجلك، ولولاك ما كان شي.
ثم دون تحية صباح.. "أنت لست شي" هذا أولاً.
ثانيا ..حتى لو لم تكن موجودا كانت الشمس ستشرق، والظلام سينقشع، والبلبل سيصدح، والهواء العليل هذا سيمر !
"وجودك مثل عدمه" الحقيقة التي يجب عليك الاستسلام لها، وما سواها ليس سوى هراء.
______
وبعد:
من شرفتي هذه وفي لحظات صباحي الكئيب هذا أود أن لو يمدني الرب اللحظة بصور اسرافيل أنادي به البشر ويسمعونني جميعهم في آن واحد، أود أن أصب عليهم جم غضبي، أن أفرغ هذه الكآبة تجاههم، أريد توزيع هذه اللعنات الهائلة وهذا السباب الفضيع على البشرية قاطبة !
هكذا دونما سبب.
لا أعلم ما الذي تغير، بيد أن شعور غريب ينتابني تجاه الآدمية؟ كما لو أنني الآن كلب مسعور يهاجم كل من يقترب منه، عدوانية مخيفة تجتاحني ضد العامة دونما استثناء.
الناس سفله، كاذبون، الجميع يعيش في وحل الإنحطاط.
لم يكن هذا الإنسان في جنه، حتى أنه خرج منها كما يشاع، وحين خرج ما كان سقوطه الأخلاقي هذا وسعيه في هذا الارض فسادا ليعيده إليها مرة أخرى.
الإنسان نقطة الله السوداء في جبين الكون الناصع البياض، أراده الله بسفالته هذه كتضاد تتميز به مخلوقات الله المثالية.
___
وبعد ايها الرب الطيب اعطني القوة كي أتحرر من تعاسة الانتماء لهذه المخلوقات، لا يشرفني أن أظل آدميا، نقطة البدايات لي، مصدر تكويني الأول، المادة التي جئت منها مادة دنيئة، متسخه، تجلب لي الكثير من مشاعر الهوان.
أريدك ان تستنسخني في هذا الصباح اللعين مرة أخرى من لهب القداحة، من دخان سيجارتي الأولى بعد الاستيقاظ هذه إلى كائن غيبي يملك شرف انتماء ذرات جسده للنار، والدخان.
تعليقات
إرسال تعليق