اضطرابات المزاجية.. موت بطي
المزاج متقلب يا صديقي.
تضيع مني ذاتي وأفقد السيطرة على تصرفاتي كل نصف ساعه، الأفكار التي كنت أناقشها قبل قليل لم تعد هي التي أكتب عنها الآن. ما يسعدني في الصباح يميتني حزنا في المساء. وما دمعت عليه عيناي وقت الغروب تبسمت له شفاهي في الدقيقة الأولى التي تضرم فيها الشمس النار في موقدها لإحراق تهامة.
تائها أنا دون وجهة واضحة.
ضائعا دون هدف
غريبا دون رفقه
حزينا كل يوم من وقت ما بعد الظهيرة حتى منتصف الليل دون سبب.
استيقظ الصباح أضحك في وجه الشمس، أغازل الجميلات وأبتسم للماره وأقرأ الطرائف على زملاء وجبة الإفطار بطريقة تجعلهم يضحكون حتى تبدو نواجذهم،
وأظل كذلك حتى إذا ما عسعس الليل. يقتلب الوضع لدي رأسا على عقب!
يتعكر مزاجي فجأة، تتغير نظرتي للحياة مباشره، أشعر وكأن الكون يضيق، الأكسجين ينعدم، الدورة الدموية في أوردتي تتوقف.
أنازع سكرات الموت على فراش القيلولة، أرى كل شي يموت أمامي.
أحلام الصبا، مباسم الصبايا، ذنوب المراهقة وعنفوان عمر الشباب. حتى العيون العسلية التي كنت أقرأ فيها أشياء جميله فحواها أن المستقبل سيكون أجمل.
كل شي، حتى أنا.
أبقى هناك جثة بلا روح، مقطب الجبين شارد الذهن، أحمل ملامح عجوز تجاوز عمره المائة عام باع جل ماله واشترى قاربا حمل عليه متاعه وأبنائه وأحلامه وظل يبحر أياما حتى إذا ما امتلئ الشباك وأينعت الأمنيات. هاجت عليه الأمواج وأغرقت قاربه بما حمل.
مات أحبابه أمامه واحدا تلو الآخر، ثم تقاذفته الأمواج يمينا شمالا حتى رمته على الشاطئ ليموت هناك ألف مرة قبل أن يموت.
هو واجما الآن يفكر مالذي يبكيه أولا؟
الأبناء؟ أم المال؟
أم الأحلام التي أوشك أن يعانقها لولا أنها ماتت أيضا؟
أنا تائه بما فيه الكفاية.
قد أصل اليوم، ربما غدا، أو بعد غد، أو حتى بعد عام. لم يعد الانتظار شيئا مقلقا بالنسبة لي.
قد أصحو هذا المساء، يعود إلى رشدي.
أبصق في وجه هذا العالم، والعن النمطية المقيتة التي أعيشها.
أرفض الطريقة التي تعاملنا الحياة بها.
أنكر عليها كيف تتمايل وتغني في أحضان السكارى؟ فيما الجياع على أبواب المراقص ينتظرونها لتمنحهم كسرة رغيف؟
لكني الصباح شيئا آخر. أبتسم للعالم، واحضن الحياة كما يحضنها السكارى في المساء.
أسعى جاهدا لمحو أثر التشاؤم التي رسمها عني رفاق المساء، أقول لهم على عجل قبل أن يحل المساء " أن الدنيا بخير، وأن الحياة تسير على ما يرام، فقط قليلا من الصبر "
وفي نفسي شيئا آخر أقوله.
أيضا
قليلا من نور الشمس اطرد به اليأس الذي يغرقني إذا ما حل الظلام.
المساء عدو.
تضيع مني ذاتي وأفقد السيطرة على تصرفاتي كل نصف ساعه، الأفكار التي كنت أناقشها قبل قليل لم تعد هي التي أكتب عنها الآن. ما يسعدني في الصباح يميتني حزنا في المساء. وما دمعت عليه عيناي وقت الغروب تبسمت له شفاهي في الدقيقة الأولى التي تضرم فيها الشمس النار في موقدها لإحراق تهامة.
تائها أنا دون وجهة واضحة.
ضائعا دون هدف
غريبا دون رفقه
حزينا كل يوم من وقت ما بعد الظهيرة حتى منتصف الليل دون سبب.
استيقظ الصباح أضحك في وجه الشمس، أغازل الجميلات وأبتسم للماره وأقرأ الطرائف على زملاء وجبة الإفطار بطريقة تجعلهم يضحكون حتى تبدو نواجذهم،
وأظل كذلك حتى إذا ما عسعس الليل. يقتلب الوضع لدي رأسا على عقب!
يتعكر مزاجي فجأة، تتغير نظرتي للحياة مباشره، أشعر وكأن الكون يضيق، الأكسجين ينعدم، الدورة الدموية في أوردتي تتوقف.
أنازع سكرات الموت على فراش القيلولة، أرى كل شي يموت أمامي.
أحلام الصبا، مباسم الصبايا، ذنوب المراهقة وعنفوان عمر الشباب. حتى العيون العسلية التي كنت أقرأ فيها أشياء جميله فحواها أن المستقبل سيكون أجمل.
كل شي، حتى أنا.
أبقى هناك جثة بلا روح، مقطب الجبين شارد الذهن، أحمل ملامح عجوز تجاوز عمره المائة عام باع جل ماله واشترى قاربا حمل عليه متاعه وأبنائه وأحلامه وظل يبحر أياما حتى إذا ما امتلئ الشباك وأينعت الأمنيات. هاجت عليه الأمواج وأغرقت قاربه بما حمل.
مات أحبابه أمامه واحدا تلو الآخر، ثم تقاذفته الأمواج يمينا شمالا حتى رمته على الشاطئ ليموت هناك ألف مرة قبل أن يموت.
هو واجما الآن يفكر مالذي يبكيه أولا؟
الأبناء؟ أم المال؟
أم الأحلام التي أوشك أن يعانقها لولا أنها ماتت أيضا؟
أنا هنا واجما كل مساء أعد الخيبات، أقلب بين يدي رفات الأمنيات التي ودعتها في مقتبل العمر، أفتش عن الشعرات البيض في رأسي، أمسح على التجاعيد التي استوطنت ملامحي.
أفكر مليا. ثم امضي في ممرات متعرجه ودهاليز مظلمه تأخذني نحو نقطة الصفر التي انطلقت منها قبل لحظات. ككل مرة!أنا تائه بما فيه الكفاية.
قد أصل اليوم، ربما غدا، أو بعد غد، أو حتى بعد عام. لم يعد الانتظار شيئا مقلقا بالنسبة لي.
قد أصحو هذا المساء، يعود إلى رشدي.
أبصق في وجه هذا العالم، والعن النمطية المقيتة التي أعيشها.
أرفض الطريقة التي تعاملنا الحياة بها.
أنكر عليها كيف تتمايل وتغني في أحضان السكارى؟ فيما الجياع على أبواب المراقص ينتظرونها لتمنحهم كسرة رغيف؟
لكني الصباح شيئا آخر. أبتسم للعالم، واحضن الحياة كما يحضنها السكارى في المساء.
أسعى جاهدا لمحو أثر التشاؤم التي رسمها عني رفاق المساء، أقول لهم على عجل قبل أن يحل المساء " أن الدنيا بخير، وأن الحياة تسير على ما يرام، فقط قليلا من الصبر "
وفي نفسي شيئا آخر أقوله.
أيضا
قليلا من نور الشمس اطرد به اليأس الذي يغرقني إذا ما حل الظلام.
المساء عدو.
تعليقات
إرسال تعليق