زواج القرويين
في موضوع زواجنا نحن أبناء القرى.
يقدم الفرد منهم على قضية زفافه بشكل فجائي دون استعداد مسبق، دون أي ترتيب لواقعه كشاب محدود الإمكانيات والخيارات أمام القضية الفاصلة والحدث التاريخي التي يطرحها الأهل عليك بشكل إجباري.
لا تكاد تلملم أنفاسك وتستعيد توازنك جراء الصدمة التي سمعتها من أمك التي حددت لك فتاة ربما سمعت اسمها لأول مرة في حياتك حتى يشرع الأهل والزملاء يعملون بشكل متسارع على تجهيز حفل زفاف كأمر واقع لم يستأذنك فيه أحد ودون أن يؤخذ فيه رأيك حتى.
من الظلم أن يزف الشاب الريفي مرة واحده في العمر.
إنه الإجحاف بحد ذاته. تلك فرصة لم يكن يمتلكها.
هو فقط احترم العادات والتقاليد لمجتمعه وأتاح له الفرصة على حساب أجمل فرص عمره وأثمنها.
كان على المجتمع أن يقدر مشاعر الفرد الريفي ويمنحه فرصة أخرى يحتفل بها لنفسه بما شاء وكيفما شاء.
المسالة لا تتعلق بمدى اقتناع الفرد بشريكة حياته وحبه لها، أبدا.
الموضوع هنا فقط أن الفرد لم يكن راض عن مراسيم حفلة الزفاف تلك، لم يضحك كثيرا، لم يكن سعيدا بالصورة التي يجب أن يكون عليها.
كان مقيدا فحسب.
وإن أقبلت زوجته الأولى من الجنه.
هذا لا يشعره بالرضى بتاتا، تظل هناك ثغرة في أعماق الروح تشعره بالخواء. وأن هناك شيئا مهما يجب أن يقوم به، حتى يعيد حفلة عرسه من جديد.
إننا أبناء الريف نرفع مظلوميتنا أبدا ما حيينا أمام شريكات الحياة اللاتي أهدتهن لنا الأقدار في أول حفلة زفاف أولا، ثم في وجه مجتمعنا الريفي. يجب أن يتفهم الجميع الرغبة الجامحة التي تسكن أرواحنا، يجب أن ينصاع المجتمع، الأهل، لمطالبنا المشروعة التي أضاعتها تقاليده العبثية. نريد حفلة زواج أخرى بالطريقة التي نريدها نحن، وان كانت حفلة مموهة دون عروسة جديدة.
حفلة نعد ثوانيها ونحسب لحظاتها قبل حلولها بعام. حفلة نشبع بها رغباتنا بالطريقة التي نرسمها نتمايل فيها ونرقص كالسكارى دون تحفظ منا على ردائة الرقص وتخبط الأداء. نضحك حتى نمسك على قلوبنا. حتى نغيب عن الوعي. حتى نموت فرحا وسعادة.
#الثانية_مطلب_شعبي.
أضحكتني
ردحذف