القائمة الرئيسية

الصفحات

حقائق عن حوريات الريف



صخر عبدالعزيز

حقائق عن حوريات الريف

في الصورة مجموعة من الفتيات يقال أنهن هربن على رضوان ونزلن يعشن على الأرض.
يقول في موضوعهن أحد الرواة "أن مجموعة منهن فررن من الجنة قبل أن يستلم رضوان مفاتيح الجنة كخازن رسمي لها، وأنهن هبطن والله عالما بأمرهن متخفيات في إحدى أجنحة ملكا من الملائكة ذات ليلة إلى أحد الأرياف، لا يعلم أحد أين مستقره حتى الآن".
كتب الراوي هذه الجملة ثم مات.
ثم اختلف من بعده المؤرخون بين مؤيد ومعارض.
وأنا هنا منذ سنوات أصرخ في وجوه القوم قائلا لهم أن نظرية هذا التافه ناقصة وأنها تحتاج لتكمله، ولم يكترث لصراخي أحد حتى اللحظة.
لا أريد منهم شيئا أكثر من أذن صاغية تنصت لما سأقوله.
هناك أدلة دامغة تدل على أنهن لم يهبطن مجموعة كما قيل، بل اسرابا كأسراب الحمام في وضح النهار وليس خفية.
لماذا الريف بالتحديد؟ وأعماله شاقه؟
هذه علاقة وطيده بينهما لم ينتبه لها أحد.. سأقولها لكم

مثلما أن الله أغرق الريف بمئات الحوريات الفاتنات، فقد أغرقه بعشرات الأعمال الشاقة والمتعبة التي تتحملها تلك الحوريات، وعزل تضاريس الريف وسلوكيات أهله عن ترف وفساد المدينة، ليغدو الريف أنظف وأشرف، ويصبح المكان مناسبا ليعشن فيه عابدات نزيهات مشغولات بربها ورب قلبها فقط.
ولكل واحدا منكم أن يتأكد بنفسه. بأن يبحث عن أجمل فتيات ريفه ويراقب تحركاتها اليومية بصمت دون أن تشعر.
تصحو الريفية أكثر جمالا مما نامت عليه البارحة، تتلقى وحي رباني في صلاة الفجر يحوي فهرسا لما يجب أن تعمله في يومها جملة وتفصيلا.
كثيرا ما تستيقظ على مطبخا خاويا من الزاد، وقل ما تجد ريفية جميلة تشكو ضيق الحال وسوء المعيشة، وإن وجدت فأعلم أنها مسخة دخيلة ربما القت بها الحروب من أطراف المدينة نحو الريف.
فحوريات الريف يا عزيزي، لا يأكلن ولا يشربن في الأصل، وإنما يتظاهرن أمام الآخرين فقط ببعض لقيمات يابسات على فلفلا حارا، حتى لا يشك أحد بأمرهن.
تخرج قبل شروق الشمس إما إلى الحقل، أو مصطحبة أغنامها إلى الجبال، تسبح بحمد ربها، تؤدي مهمتها بنشاط وتفاني، ويتواتر عليها وحي السماء لحظة بلحظة حتى تقف الشمس في كبد السماء، لتعود نحو كوخها تمهد لأعمال أخرى ستنشغل بها عن الآخرين حتى المساء بنفس راضية.
ولا تجد منها رغم صعوبة الحياة هناك وكثرة أعمالها الشاقة إلا محيا ضحوكا وشفتان لم تنبس يوما ب "اف" البته.

ويبقى الريف بفضلهن حكاية معقدة من الجمال والعذاب، الحب والمعاناة في آن واحد، خليطا من نعيم الجنة مع حفنة من تراب جهنم.

وتبقى الريفية لولؤة في صدفاتها لا تبحث عن أحد، بل يتجشم نحوها الغواصون الماهرون وقد يغامرون بحياتهم في سبيل الوصول إليها.
تبقى حورية ما دامت في الريف، لم يدخل على حياتها شيئا من تكنولوجيا وحداثة المدينة، ومتى ما خرجت عن جغرافية الريف ولامست مساحيق التجميل وسامرت الفراغ والواتس ولو لليلة تحولت في لحظات شيطانة كإناث المدينة تماما.

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق