القائمة الرئيسية

الصفحات


صخر عبدالعزيز

 المستقبل والإنتحاء للضوء

حمقى أولئك الذين يخططون لمشاريعهم المستقبلية في الظلام، يبددون أحلامهم ويقتلون أمنياتهم في مخاضها بمحض إرادتهم دون انتباه.
ثم إني ناصحا لكم أيها الناس:
لا يهدمن أحدكم المعبد فوق رأسه بتصرفاته الرعناء بعد اليوم.
إنما مستقبلنا أمانة لدينا، مثل الروح التي نحفها بكل رفق ذهابا وإيابا في أرض الله، يظل هذا المستقبل كامنا في أعماقنا على شكل بذورا تشبه بذور النبات، كلما انفلقت بذرة ونمت خرج جزء من المستقبل الموعود، وعلى قدر الرعاية بالبذرة وتعاهدها بالسقاء والمؤثرات البيولوجية المناسبة يكون المستقبل.
وبما أنه حتما على النبتة الصاعدة حديثا من الأعماق الانتحاء نحو الضوء___ كنظريه علمية*
فلابد أن تنبثق الفكرة أيضا في وجود الضوء، وأيما فكرة جاءت في الظلام فإن مآلها دائما للموت__ نتيجة حتمية *.

الظلام عدو 

أنا هنا أردد هذه العبارة منذ زمن، لطالما ناديت بها في الأسواق، والمحافل، والندوات، حاولت أن أرددها مرة في المسجد بعد أذان العشاء لولا أن الإمام نهرني وأفشل خطتي، دون أن يلتفت نحوي أحد.
حتى اللحظة لم يفكر أحد من المارة حتى بالتوقف لاستماع ما سأقوله، الجميع يضحك على تصرفاتي ويصفونها بالهزليه.
أصبت بالإحباط مرات متعدده، وفكرت أكثر من مره بأن أعتزل هذه المهمة، لولا خوفي من عواقب التساهل عن تبليغ هذه الرسالة لهذا العالم الأصم.
أوشكت أن اقتنع تماما بأن هذا المجتمع لن يسمعني أبدا، لذا أنا عازم على شراء مكبر صوت والجلوس في مدخل السوق غدا لإنذار الناس.

سأقول لهم لآخر مرة:
أيها الناس: إنما دمر الوطن، وضاع المستقبل، ووصلنا لهذا الحد المتدني من المعيشة. بسبب أنكم ترسمون مشاريعكم في المساء، والمساء عدو.

ألا ليربطن أحدكم على فكرته ويكبتها بكل قوته، حتى إذا ما نؤدي لصلاة الفجر يأخذها معه للمسجد.
دعها تصلي بجانبك ركعتان ركعتان ركعتان حتى ينتهي الظلام من جر اذياله من الوديان مغادرا، عندها أطلق لفكرتك العنان وأنظر إليها مع شعاع الشمس بكل وضوح.
ستراها بين السماء والأرض مثل طائر كبير يحلق بجناحين عظيمين يغطي أحدهما المشرق ويغطي الآخر المغرب حتى لا تكاد ترى من دونهما على وجه الأرض شي.
وبما لا يدع مجالا للشك ستكون خطة رهيبة ونتائجها على مستقبلك عظيمة جدا.

تعليقات