القائمة الرئيسية

الصفحات

 حدث معي البارحة

البارحة حدث أن قلت لربي بأني سئمت الحياة جدا.
بكيت أمامه. 
توسلت له كما لم أتوسل بتلك الطريقة الصوفية من قبل أبدا. حتى قبض روحي.
صعدت روحي للأعلى بشكل يبعث في النفس القشعريرة حتى وصلت السماء.

لم يكن الموت خياري الأفضل للتخلص من الحياة المقيتة تلك، كنت أتمنى أن لو يبدلني الله حياة أفضل منها على الأرض، كأن أصبح ثريا مثلا.

همست بهذا لأحد الملائكة. فأرتقى من ساعته للأعلى نحو الرب يشفع لي بالعودة إلى الأرض مرة أخرى. . وجاء الرد بعد ذلك"أن أرجعوا روح عبدي للأرض على شكل قط" .

تحولت إلى قط أليف في لحظات. 

أخذوني إلى منطقة مجهولة لا أعرفها.
في الظلام الدامس القي بي أمام منزل صغير فيه باب خشبي ونافذتان زجاجيتان لمحت من إحداهما وأنا الصق ظهري بالجدار لشدة الصقيع فتاة شقراء تقرأ كتابا متوسط الحجم ذو أغلفة جلدية أمام قنديل على شكل هرم،،
ضوء أحمر باهت يملأ الغرفة.
كان الوضع هادئا، ونوافذ غرفتها مغلقه.
ظللت أصدر أصوات مواء متتابعة حتى لمحتني الفتاة فخرجت نحوي وتمتمت بعد أن أزالت بكفها الناعم عن ظهري أثر الهثيم بكلمات لغة لم أفهمها، ثم أخذتني للداخل.
كنت متجمدا لدرجة أني لم أستطع أن أبادلها شعوري بالامتنان.
لفتني في لحاف صغير بروائح من الجنة، وعادت تكمل قراءة الكتاب.
مر من الزمن قرابة النصف ساعة على تلك الكيفية،
وعندما لمحتني أرتجف أكثر. أغلقت كتابها ووضعتني داخل كوتها في الجانب الأقرب للقلب.
شعرت بالدفء أكثر وأصبحت قادرا على التفكير، حينها شرعت بإجراء مقارنة بين حياتي سابقا كإنسان والآن كقط، انتابني شعور بفرحة غامرة أردت أن أعبر عنها بشكل علني تفهمه الفتاة. جمعت أنفاسي وأصدرت صوت مواء كبير. لدرجة أني فزعت وانتفضت للأعلى ورأيت مع الأسف الشديد أني تحت بطانيتي في الغرفة.
يا لتعاستي.

تعليقات