في حضرة الأديب الراحل
إن يحرمونا يا حبيب الغـرام .. ويجعلوا فقري لوصلك حرام.
هذه القصيدة الوحيدة الذي يستحق الإحتفاء بها من بين الكم الأدبي الهائل الذي خلفه الأديب الراحل الدكتور عبدالعزيز المقالح.
كل رواياته، كتبه، قصائده التي تحمل في طياتها روح الثورة. بل كل أعماله الأدبيه ستغدوا اليوم هباء منثورا، عدا هذه القصيدة التي سترافقه حتى آخر محطة له في رحلة الأخرة.
ستحتضنه في قبره مثل أم عثرت على رضيعها تحت أقدام المقاتلين بعد ليلة حرب دموية مباغته.
ستحول تحت الأرض قبره نحتا بأظافرها إلى مساحة بيت، إلى ملعب، إلى مساحة مطار دولي، ثم إلى حيث لا تصل الأنظار نحو نهايته!.
قصيدة حب مثل هذه.. كيف لا تفرش قبره بالورد؟.
أتخيلها الآن تحوم حوله، تتحرك بشكل مرتبك، لا تدري ما الذي تفعله من أجله ليرتاح.. ليطمئن.. لينام بهدوء!.
ما الذي يسعده كثيرا لتفعله؟.
ألمحها تارة تتحول إلى لحاف يدفئه من صقيع الشتاء، وتارة تتحول إلى قيثارة ينسيه غياب الأحبة، وتارة لوردة حمراء تستثير فيه الروح الشاعرية التي كانت من جديد.
وغدا..
ستخرج معه من قبره على شكل غيمة تضلله حيثما حل.
ستدافع عنه أمام الله عن كل ذنوبه، ستبرر للرب حسن النوايا لهذا العظيم الذي شارك حكومة صالح طيلة حكمه كمستشار ثقافي قبل أن يكون رئيسا لجامعة صنعاء دون أن يتفوه بكلمه عن الوضع المزري آنذاك، دون أن يستنكر، دون أن ينطق بكلمة لا.
وهو الثائر على التخلف والظلم، كاتب قصائد ثورة سبتمبر، صانع غضب الثوار ضد حكم الإمامة قبل أن يتسلم مناصبه الرياديه في الدولة المتخلفة الثانية.
عزائي اليوم برحيل المقالح ليس للوطن،، هذا الوطن لم يستفيد شي من أحد على مر التاريخ سوى القصائد.
عزائي للعشاق فقط.. لأصحاب العواطف المرهفة..
"تقبلوا خالص تعازي الحارة برحيل شاعر الحب الدكتور المقالح".
البقية في حياتكم.
تعليقات
إرسال تعليق