كن أنت
أفكر في الخروج لجمع إحصائيات من الشارع حول موضوع العادة السرية.
الأمر فيه مصلحة للعامة، الإحصائيات ستكون قاعدة بيانات لبحث علمي سيقدمه أحد الأكادميين يتناول فيه التأثيرات الصحية لظاهرة إدمان العادة السرية.
سأطرح سؤالين على كل فرد..
_ هل مارست العادة السرية في حياتك من قبل؟
_ كم مرة تكررهها في الشهر؟
بهذه الصيغة، بنبرة جادة وأمام الجميع.
برأيكم.. كيف ستكون النتيجة؟
كم نسبة الأفراد الذين سيَصدقونني القول؟
بكل تأكيد، لن يتجاوز عدد من سيجيبون بنعم ١٪، أنا أجزم بذلك.
حتى أنتم ستكذبون لو طرحت عليكم السؤال هنا على مواقع التواصل الإجتماعي.
______
هذا العالم يكذب
يكذب كثيرا، وأكثر من يكذب فيهم المتدينين؛ والمثقفين؛ وأصحاب الوجاهات الإجتماعية.
أولئك الذين يتقمسون أدوار الرهبان في المجتمع المتخلف. فئة رأس الهرم في المجتمع هم الأكثر زيفا وتضليلا.
جميعهم يلبسون وشاح ملائكي فوق أجساد شيطانية، يحاولون الظهور بمظهر مهذب أمام البسطاء الذين يرسمون بونا شاسعا بين ذواتهم كأناس عاديين وبين أولئك الذين يخيل إليهم من سحرهم أنهم قديسين.
مع أنهم في الحقيقة مقيتون، منبذون، زائفون في كل شي. حتى الكذب يفصلونه حسب المزاجية لديهم.
لذلك لا تهتم يا عزيزي. لا تهتم أبدا.
يكفي أن تَصدُق مع نفسك أنت.
كَوّن فكرتك التي تؤمن بها ثم إرمها للوسط وغض الطرف عن ردات الفعل.
كلهم سيعترضونك، سيواجهونك وكأنك إرتكبت جرما لا يغفر، سيرمونك بما ليس فيك، لا لشي سوى أن فكرتك جاءت في إتجاه مضاد للزيف الذي يرتدونه. لا أقل ولا أكثر.
فقط يكفي أن تكون مقتنع بالفكرة، مؤمن بها.
أن تكون فكرتك نابعة من أعماق سحيقة في باطن نفسك التي لا يستطعيون رؤية جذورها حتى يعترضون على البرعم الذي نبت على الظاهر منك.
لا تكترث، كن عميقا بما فيه الكفاية.
أنت أعمق من أن تصل إليك تراهاتهم. أقوى من أن تعصف بذاتك كلماتهم اللاذعة، أكبر من تدمر نفسيتك تفسيرهم السطحي للفكرة.. فكرتك.ك
كن أنت.. وكفى.
تعليقات
إرسال تعليق