القائمة الرئيسية

الصفحات


في صخب المدينة 

في إب الآن... 

هذه المدينة لم تعد المدينة، أتساءل الآن كما لو كنت طفلا.. كيف يعيش الناس وسط الحياة المكلفة ماديا هنا؟؟

ألعن اليوم الذي قرر فيه آدم لبس شي يواري عورته، لقد إرتجب جرما عظيما وقتها، لولاه لكنا الان نمشي عراة على الكيفية التي أنزل فيها الله آدم من الجنه، لولاه لما أتعبتني هذه الحقائب الثقيلة في كلتا يدي.

 لقد أتعبتني جدا، حرمتني من متعة التنفس في شوارع هذه المدينة التي اراها تضيق قليلا ما بين كل زيارة وأخرى في ترددي النادر عليها، ألمحها اليوم وكأنها لا تكاد تتسع سوى لسيارتين في كل إتجاه وشخصين فقط، أنا أحاول التركيز في المشي جيدا الآن، أتحاشى الصدام مع المارة، أقف برهة من الزمن إذا ما رأيت شخصا قادما في ذات الطريق التي أسلكها، أتركه يمضي أولا ثم أواصل السير!.

مالك البقالة يريد هويتي الشخصية لأني طلبت منه أن يترك متاعي عنده بعض الوقت!.

الحزام أيضا يضايقني، لا يمسك بنطالي بالطريقة التي يجب، يكاد يسقط نصف جسدي في الشارع جراء تساهله، لا أعلم ما الذي جرى له؟ طال حجمه، أم نحل جسمي؟

الضوضاء، الضوضاء نعم. الضوضاء هنا تكاد تخنقني، الناس هنا يتكلمون بصوت مرتفع جدا. عربيات الايس كريم تنتشر بشكل كبير جدا، بشكل واحد ونغمة موسيقى واحدة تجلب القلق.


المدينة هذه تؤشك أن تقع أرضا.

إن لم يكن اليوم، ستسقط الغد لا محالة، لقد قرأت ملامحها جيدا، أنا مؤقن بذلك جدا.

لا أحد يجادلني، فقط ترقبوا لحظة السقوط المدوي.

تعليقات