أنت..
_لماذا تزوجت؟
_ما الغايه التي أردتها من شريكة حياتك حين إرتبطت بها؟.
إذا كان جوابك " لأكون أسره".
فتلك ليست غايه، ولا مبرر أبدا للإرتباط بأنثى.
_ما الداعي لذلك إذا؟
_ما الأهمية؟
_من ألزمك أن تضيف رقما للأعداد المأهولة من البشر التي تكتض بهم الكرة الأرضية؟.
الكوكب اليوم مثقل بالناس، منهك، لم تعد الكرة تجيد الدوران حول نفسها وحول الشمس بطريقة جيده، لكثرة المتشبثون بقشرتها.
ألمحها تتمايل في خط سيرها الكروي الذي حدده لها الرب، يتملكني الخوف من أن يصعب عليها التحكم بالمقود وتصطدم بكوكب آخر.
أخشى أنها قريبا تضل طريقها في متاهات الكون الفسيح نحو مكان لا شمس فيه، ولا قمر، ولا فصول أربعة، ولا حياة.
هذا الكوكب لم يعد بحاجة للمزيد من الناس إطلاقا. ليحتفظ كل إنسان منكم بحيوانته المنوية لنفسه.
لا يظن أحد أنه بإنجابه للكثير من الأطفال يخدم الكرة الأرضية.. ذلك وهم.
الحقيقة تقول بأن الكثافة السكانية تهدم الكوكب وتقرب قصة النهاية للحياة.
تشير الإحصائيات إلى أنه يولد 490,000 طفل في العالم كل يوم.
هذا الرقم الذي يضاف بشكل يومي يحتاج من أول يوم له لمقومات الحياة الأساسية التي يحتاجها كل فرد من غذاء وملبس ووسائل تواصل وغيره، الأمر الذي يحتاج لفتح المزيد من المصانع لتلبية الاحتياجات، الأمر ذاته الذي يرفع معدل تصاعد ثاني أكسيد الكربون والذي بدوره يؤدي لحدوث إنحباس حراري الذي يؤثر سلبا على الأرض من خلال حدوث عملية إنصهار للجليد، ومن ثم تخرج النتيجة النهائية على شكل موجات تسونامي مدمرة.
هذا نتيجة جانب سلبي واحد فقط للكثافة السكانية!.
أرايت؟!.
بإنجابك أصبح الكوكب هذا يهدد نفسه ويهدد الكواكب الأخرى من حوله أيضا.
أعلم إعتراضكم مسبقا.
أعلم أنكم ستجابهونني بجواب ديني. بيد أني أعلم مثلكم أنه قال فداه أبي وأمي"تناسلوا تكاثروا". صلى الله عليه وسلم. مؤمن أنا بذلك، ومؤمن بيقيني الذي يقول لي بأنه لو عاد رسول الله الآن لأيد كلامي هذا ووافق عليه.
لا أحد يغضب.
إفهموني جيدا.. رسول الله حث على تكاثر المسلمين وقت أن كان موجودا بين أظهرهم يلقنهم دروس السماء طرية وبوقتها. يوم كان يصنع بهديه صلوات ربي عليه رجال فتوحات وغزوات.
ماذا لو عاد الان ورأى غثاء الأمة الإسلامية هذا؟ كيف سيتصرف؟ الإجابة معروفة.
هذا من جانب.
الجانب الآخر والإجابة المنطقية..
هو أن الكوكب هذا الذي نعيش فيه كان يوما في بداية ريعان شبابه يحس بشي من الوحشه نتيجة قلة البشر. يومها كان بحاجة للمزيد من التكاثر، وذلك أمرا ضروري. ثم حدث أن تكاثر هذا الإنسان بعد ذلك عبر تعاقب العصور حتى فاض بنسله الوجود.
والآن وقد أصبح الكوكب كهلا ها هو يرفع كلتا يديه للمترددين على غرف النوم بشكل يومي قائلا لهم بأن كفوا عن الحماقة وأرحموا ضعفي قبل أن أنكث بكم وأحول حياتكم إلى ما لا يحمد عقباه.
يبدو أني شردت نوعا ما.
لكن لنعود لسؤالنا الأساسي..
_لماذا تزوجت؟
شاب هنا يجيب.. "لإفراغ العاطفة".
كم هذه الغاية تافهة، وساقطة.
أن يتزوج أحدهم لأجل الجنس.
أن تشترى فتاه لأجل المضاجعة.
وكأنها سلعه. وكأن لا شي فيها يهم الرجل المشتري سوى عضوها التناسلي.
لفظة ممقوته، تصرف حيواني مقيت.
اسأل ولا أعتقد أن أحد من المتزوجين سيعترض.. كيف تشعر بنفسك على فراش الزوجية؟
_مثل حيوان تماما.
لا يوجد لفظة أسوأ من "حيوان" لأطلقه على تلك التصرفات وإلا جئت به، هي محاكاة لتصرفات الحيوانات أثناء عملية التزواج تماما.
_هل شاهدتم بقرة وثور يتزاوجان عيانا في حياتكم من قبل؟ (السؤال هنا لمن ترعرعوا في القرى).
لا استطيع وصف شعور الخجل الذي كان يأخذني في صغري عندما كانت جدتي تجبرني على الذهاب بالبقرة في توقيت التزواج لها إلى قرية مجاوره يملكون ثورا ليلقحها.
كنت أختبي وقت العملية الجنسية لهما في مكان آخر حتى لا أرى ذلك المنظر البشع!.
نفس العملية تتم لمن يلهثون وراء الزواج من أجل إشباع الرغبه، لا فرق بينهم ابدا، بل وزيادة على ذلك أنهم يتفقون بالإسم. هذه رؤيتي التي لا تقبل النقاش.
لنعود مجددا؛
السؤال ذاته.. لماذا تزوجت؟
لكن هذه المرة سأجيب أنا.
خلق الله الأنثى حين خلقها ضعيفة وأرسل بعدها بالخطاب الرباني"وقرن في بيوتكن".
_أليس كذلك؟
بلى.
فيما خلق الرجال أقويا وقال جل شأنه وتقدس"الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم".
ثم نظم الرب العلاقة بين الجنسين بقوله"لتسكنوا إليها".
القران واضح، والله ليس بحاجة لمن يفسر كلامه..
مما سبق.. نستطيع القول بأن الغاية الرئيسيه من التزواج هي إظهار الفرق بين الأنثى والرجل.
تتزوجها يا عزيزي لتظهر قوتك ليس إلا. خشونتك، جلادتك.
تتزوجها لتبين للمجتمع بأنك قادر على مجابهة صعوبات الحياة لأجلها، لتقول بشكل غير مباشر بأنك عصي على الإنكسار.
تتزوجها لتدللها. لتسكنها عشا يمنعها عن سؤال الناس، ويمنع الناس من الوصول إليها.. تكافح طول نهارك في سبيلها حتى إذا ما عسعس الليل عدت بنفسك المنهكة لتسكن إليها.
الزواج ترجمة للرجولة على أرض الواقع.
لا يكون الفرد رجلا مالم يكون متزوجا، ولا تتم رجولته بعد زواجه حتى يستطيع قراءة أمنيات شريكة حياته من ملامح وجهها ويحققها لها قبل أن تسأله.
الزواج إحتواء، عطف، حماية. عمل مقدس، فكرة نبيلة.
الزواج أكبر من أن يتم لأجل إفراغ الحيوانات المنوية فحسب.
تزوجت ذلك يعني أنك قطعت بطاقة مشاركة في معركة شرسه لا يهدأ وقعها.
إنتهى.
تعليقات
إرسال تعليق