القائمة الرئيسية

الصفحات

ثورة 26 سببتمبر .. بين الماضي والحاضر

 صخر عبدالعزيز

 ثورة 26 سبتمبر .. بين الماضي والحاضر

الثورة التي نحتفل بها اليوم على مواقع التواصل ، لم تعد تلك الثورة التي كنا نحتفل بها في الصفوف الأولى في المدرسة.

لقد أصبحت باهتة إلى حد كبير!

كان الوطن شيئا مقدسا في أعين الأطفال أنذاك ، والثورة حدثا تاريخيا عظيما .
كنا رغم حداثة السن وحدودية الفكر الذي نحمله عاطفيين جدا في مسألة الوطنية لدرجة أن يقف شعر رأس أحدنا عند سماعه ايوب طارش عبسي يصدح :
سبتمبر،، أكتوبر ..
من امنوا لم يقهروا .
خشوعا للأبيات الوطنية التي تتلى ، وهيبة لأسطورية الثورة وعظمة الثوار !.

يا هؤلاء .. إني لألمح طفل الأمس يضع يده على صدره بعد طابور الصباح ويردد بخشوع " الله ، الوطن ، الثورة ، تحيا الجمهورية اليمنية .." وكأنه يرتل سورة من القرآن !. أعجب له كيف يتبختر في ساحات المدرسة في تمام العاشرة صباحا بكل بهو وخيلاء وهو يرهف السمع للأناشيد الوطنية بكل تأمل "يتخيل الوطن عريسا وهذه زفته كل صباح" ،، وأخجل من الحد الدني الذي وصلت إليه مشاعرنا تجاه الوطن اليوم.


لقد أصبحت الثورة حدثا عابرا ، مجرد عيد مثله كعيد الشجرة وعيد الأم وعيد الحب ...
لربما أحتفل بعيد الحب وأحدث ضجيجا يصم الآذان ، فيما يمر اليوم الوطني كسيرا وكأنه لم يكن يوما حدثا غير مجرى التاريخ .
والوطن لم يعد سوى مكان ، جزء من الكرة الأرضية لا شئ يميزه عن الأجزاء الأخرى .
لو عرض علي شراء نصيبي فيه لقبلت بأقل قيمة وانتقلت إلى حيث يحلوا العيش وتطيب الحياة .

أين تكمن المشكلة إذا ؟
هل كانت أفكارنا طفولية محضة لدرجة أننا لم نجد الآن شيئا من ذلك التهويل والمبالغة ؟

أم قد شاخت الثورة ، وأحدودب ظهر الوطن ، ولم يعد فيهما ما يستحق الحب والاحتفال ؟

أم انحرفت أفكارنا وزيفت مشاعرنا ومسخت نفوسنا مع تعاقب السنين ؟


تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق